قبل البدء
عناصر مشروع البحث
1. أسباب اختيار موضوع البحث: تتعدد هذه الأسباب وتكثر أو تقل عند بعض الباحثين، ولكن المهم أن تذكر هذه الدوافع للباحث في اختياره لهذا الموضوع، وأهمية ذكر هذه الأسباب للكشف عن البعد الحقيقي في هذا الموضوع، وقد تقوم مقام الأدلة المسوغة لاختيار موضوع البحث، وهي تحقق القناعة للباحث قبل قناعة القارئ والمتلقي، وتتنوع هذه الأسباب كما سبق بين العامة والخاصة، وللخاصة أهمية أكبر من العامة، والمهم الربط والعلاقة بين هذه الأسباب والأهمية والأهداف.
2. أهمية البحث: يذكر الباحث فيه المحاور الأساسية للبحث التي دفعته لاختيار هذا الموضوع دون الموضوعات الأخرى، وقد يرى هذه الأهمية بعد تدبر وتأمل طويلين، لأن موضوعات أخرى كثيرة ذات صلة بموضوعه وقريبة منه ليست لها هذه الأهمية، ومن هنا يحقق في تناوله لهذا الموضوع عنصر الإبداع والابتكار المنتظر في رسالة الدكتوراه، وتأتي هذه الأهمية في علاجه مشكلة الموضوع وحلّها، ولهذا العنصر علاقة بأسباب اختيار البحث وأهدافه أيضاً.
3. أهداف البحث: تكمل الأهداف مسار الأسباب والأهمية للوصول إلى المرمى الذي يتجه نحوه البحث العلمي، ولابد من تحديد هذه الأهداف لتتضح الرؤية من الباحث وصولاً إلى جوهر البحث ولبّه الذي يحقق النجاح في مدى صفاء رؤية هذه الحقائق التي يرسم الطريق لبلوغها، وتأتي هذه الأهداف مركزّة وموجزة، قريبة ومتصلة بالعنصرين السابقين في المضمون والعدد.
4. مشكلة البحث: تأتي بعد عرض أسباب البحث والأهمية والأهداف التي تتجه نحوها الدراسة، ولها أهمية كبيرة، والمقصود بالمشكلة جوهر موضوع البحث ولبّه، وأساس الموضوع وحقيقته، وهذه المشكلة هي التي دفعت بالباحث إلى إجراء هذا البحث، وإضافته العلمية من الناحية النظرية والعملية، وينبغي أن يحدد الباحث أبعاد المشكلة وحدودها بوضوح، لإدارة البحث على محاوره بكفاءة ومرونة، وننبه إلى أن هذه المشكلة لا تعني الصعوبات التي تصادف الباحث أو يعاني منها.
5. أسئلة البحث: تصدر هذه الإسئلة وتنطلق من مشكلة البحث، وتتعدد هذه الأسئلة لتشمل جوهر البحث ولبّه، وتحيط بأبعاد الموضوع من كل جانب، ومن الضروري حسن صياغة هذه الأسئلة ودقتها، وتجنب التكرار والحشو فيها ولتكون موجزة مركزة تتصل بمفاصل البحث الحقيقية، وينبغي أن تجيب فصول البحث ومباحثه على هذه الأسئلة، وينتظر أن تأتي مادة البحث ومضمونها ضمن إطار هذه الأسئلة بما يحقق الترابط بين أجزاء الرسالة في الفصول والمباحث.
6. فرضية البحث: تأتي الفرضية للبحث بعد تحديد المشكلة وصياغة الأسئلة، وتكون صياغة الفرضية مما سبق بقصد تركيز الرؤية في البحث ليتجه الباحث بالمناقشة والتحليل والدراسة لهذه الفرضية إثباتاً وتقريراً، وبرهنة وتدليلاً، وهي تساعد على تحقيق الهدف والوصول إلى النتائج ذات القيمة العلمية في موضوع البحث، وهي أخيراً تحقق التكامل مع العناصر السابقة.
7. الحدود والمصطلحات: يعرّف بحدود البحث الموضوعية: الموضوع والزمان والمكان، وهذه الحدود هي التي تقيد عنوان البحث إن كان مطلقاً، وتخصصه إن كان عاماً، خاصة في البعدين الزمني والمكاني. ولا يقل أهمية عن الحدود المصطلحات من مفردات البحث خاصة ما ورد في عنوان البحث، والكلمات المفتاحية، ويأتي ذلك بعد بيان المعنى اللغوي الأصيل لها، وهو ما يعين على فهم مادة البحث ومضمونه في ضوء ذلك.
8. منهج البحث: يذكر الباحث المنهج المتبع في جمع المعلومات وعرضها، والدراسة والتحليل: وهنالك مناهج كثيرة ومعتمدة في جميع العلوم الإسلامية والإنسانية مثل: المنهج التاريخي والاستقرائي، والوصفي والنفسي و... الخ، وأكثر ما يتبع من هذه المناهج ما يسمّى بالمنهج المكتبي المعتمد على المنهجين الاستقرائي والوصفي في الدراسة، ويمكن ذكر الإجراءات المتبعة في البحث في تخريج نصوص القرآن والحديث وتوثيق النصوص بذكر المصادر والمراجع في الهوامش.
9. الدراسات السابقة: يرصد الباحث بعناية بالغة البحوث والدراسات العلمية ذات الصلة بموضوع بحثه للتعرف عليها والكشف عنها، والغالب أن تكون من الرسائل العلمية بمرحلتي الماجستير والدكتوراه، والبحوث المنشورة في مجلات علمية أو مؤتمرات وندوات عالمية، ويراعى في اختياره لهذه الدراسات أمرين مهمين:
أولهما: الصلة الوثيقة والقريبة بعنوان بحثه، وقد تتفق مع عنوان بحثه أو مع كثير من مفردات عنوان بحثه، وكلما كانت هذه العناوين قريبة من عنوانه، كانت الدلالة أكبر على حرص الباحث ودقته في التحري والبحث عن الدراسات السابقة، وما ينبغي للباحث أن يتجاهل تلك العناوين القريبة، أو يرضى بذكر العناوين البعيدة لاثبات جدّة موضوع بحثه، لأن قرب العنوان لا يمنع من دراسة الموضوع بعد الوقوف على محتويات الرسالة لاختلاف القضايا التي يعالجها في بحثه عن الرسالة السابقة.
والأمر الآخر: حداثة صدور تلك البحوث وقربها من تاريخ بحثه، ويفضل أن تكون خلال السنوات الخمس الأخيرة، فإن لم يجد فإلى أبعد من ذلك قليلاً، وسيجد الباحث بحوثاً كثيرة، ومن هنا ينبغي ترتيب عرض هذه البحوث حسب تاريخ صدورها من الأحدث إلى الأقدم، والأحدث والأقرب في العنوان هو الأفضل والأكثر أهمية، ثم الأقدم فالأقدم، والهدف الاستفادة من أحدث البحوث وآخرها صدورا للانتفاع من مادته العلمية في بناء بحثه في سياق بناء الهرم المعرفي.
10. خطة البحث: يذكر خطة البحث في المقدمة والأبواب والفصول والخاتمة وأبرز العناوين المهمة، ويأتي تنظيم الكتاب وترتيبه بتقسيمه إلى: الأجزاء والأقسام، والأبواب والفصول، والمباحث والمطالب، ويمكن تقسيم المطلب إلى: أولاً، ثانياً، ثالثاً، ثم التفريع منها إلى: أ، ب، ت، ث، ويمكن التفريع من الأخيرة إلى: 1- 2- 3- 4- ويراعى في التنظيم: الترابط والتكامل والصلات فيما بينها من جهة، والتوازن والاعتدال في أحجام هذه الوحدات من جهة أخرى.
ولابد للتقسيمات السابقة أن تكون معها: المقدمة والتمهيد والخاتمة والملاحق وفهارس المصادر والمراجع، والفهارس الأخرى كالآيات والأحاديث والأعلام و.. وآخرها فهرس المحتويات، وهي تعدّ وتكتب بعد انتهاء البحث واكتماله.
هذه العناصر العشرة في مشروع البحث العلمي مما ينبغي مراعاتها في مشروع كل بحث ورسالة علمية للماجستير والدكتوراه، وقد تنقص بعض العناصر أو تزيد من بحث إلى آخر، حسب طبيعة البحث أو رغبة الباحث، والمهم الوعي بها وإدراك أهميتها والحرص عليها قدر الإمكان، لكنها غير ملزمة إن ترك بعضها مستغنياً بالآخر عنها.