Kur’ân Araştırma Merkezi مركز بحوث القرآن Quran Research Center
Akademik Gelişim Danışmanlık ve İletişim استشاري تواصلي لتنمية الرسائل العلمية Consultation & Communication for Research Development
لماذا مركز بحوث القرآن: الحكمة والعلم؟
يأتي اسم المركز بالحكمة والعلم تيمنا باسمي الله تعالى: (الحكيم العليم)، وتتقدم الصفة الأولى الحكمة على العلم لأن الحكمة اليوم تأتي أكثر ضرورة من تراكم العلم والمعرفة مما بلغته البشرية، وكان المتوقع أن يحقق العلم والمعرفة السعادة للناس والرفاه للبشرية، لكن واقع العالم يقوم على الصراع والحروب وخاصة في المجال السياسي والاقتصادي وترك أثره في المجال العلمي والأكاديمي، ولا يلتفت العالم إلى القيم والمثل الخلقية التي تقوم عليها الحضارات.
ومن هنا نلفت النظر إلى خطورة هذه المقاييس المادية الخالية من القيم والمثل، ونسعى إلى الحكمة المقترنة بالعلم للنجاة من الضلال والفساد والضياع، والبحث العلمي اليوم للمتخصصين من الباحثين وطلبة الدراسات العليا أحوج ما يكون إلى ذلك، وهو المنطلق لمركز بحثنا العلمي (الحكيم العليم)، فالهدف تحقيق المثالية في الرسالة العلمية خاصة الدكتوراه، والتركيز على بناء الرسالة وتنظيمها، وشكلها وتوازن عناصر مادتها العلمية.
والعلاقة بين عنوان المركز واقتران أسماء الله تعالى الحسنى في خواتيم آي القرآن الحكيم كما نجده في (الحكيم العليم) وذلك لمقتضى سياق المعاني لتلك الآيات، حيث جاء اسم الله الحكيم مقترناً ومتقدّماً على اسم الله العليم في 7 مواضع فقط، وهي كلها في سور مكّية: ثلاثة مواضعٍ في سورة الأنعام: 83، 128، 139، وموضع واحد في كلّ من سورة الحجر: 25 والنّمل: 6، والزّخرف 84 والذّاريات 30. والنّكتة البلاغية في تقديم حكيم على عليم في بعض الآيات لأنّ التّفضيل مظهر للحكمة، ثم عقّب بعليم ليشير إلى أنّ ذلك الإحكام جار على وفق العلم (راجع التحرير والتنوير 7/ 336).