“دور الحب في تكوين النموذج البشري المثالي المقترح من القرآن*”
أتيللا ياركجي
الملخص
لقد خلق الله تعالى في الإنسان محبة لا حدود لها، ولدى الإنسان الإرادة لتوجيه هذا الحب إلى أشياء مختلفة، ويوجه القرآن حب الإنسان لسعادة الدنيا والآخرة، ويطلب القرآن من الناس أن يؤمنوا بالله وأن يحبوه، وأن يحبوا الناس لأنهم بشر، وأن يحبوا الأشياء في البيئة لأنهم يقضون حياتهم فيها، لذلك يؤثر حب الله والإنسان والبيئة تأثيرا مهما جدا في تكوين الإنسان المثالي الذي اقترحه القرآن، والمفهوم الأساسي في هذا العمل هو "محبة الله"، والنقطة الثانية المهمة هي أنه بغض النظر عن نوع الحب، فإن الحب مصطلح له علامات وليس مجرد مفهوم، وبناء على ذلك، عندما يتحول الحب إلى فعل فهذا يعني شيئا ما، تؤثر محبة الله بشكل إيجابي على علاقات الحب الأخرى بين الناس، فإن محبة الله التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاعتقاد بأن الله واحد والتعرف عليه بكل أسمائه وصفاته، ليست مجردة بل تصبح ملموسة أولا وقبل كل شيء بعبادته وحفظ وصاياه من أجل سعادة الدنيا والآخرة، ويتجلى بهذه الطريقة الشخص الذي لديه حب في "العبادة والأخلاق" ويكتسب حب الله وحب الناس من ناحية أخرى، ومن يحب الله سيحب المخلوقات التي خلقها الله، وخاصة البشر، إن محبة النساء والأطفال، أو محبة الأطفال لوالديهم يمكن أن تتحول إلى عمل جيد من خلال إظهار الاهتمام بهم ومعاملتهم معاملة جيدة ومراعاة حقوقهم وقوانينهم، والنقطة المهمة هنا هي أن محبة الله لا تنسى ولا تمنع أي شيء من الحب، يظهر نفس الموقف في حب الناس للبيئة، فإن حب الإنسان للأشياء والحيوانات والنباتات، بما في ذلك النقود والذهب والفضة، معياره دائما حب الله، وكل الكائنات الموجودة في البيئة تستحق المحبة لأنها نعمة من الله، إذا كان حب الله هو مقياس الحب لجميع الأشياء فإن الأشياء المحبوبة ستعامل بمزيد من المودة واللطف، ولن يتم إيذاء أي كائن وهكذا يعيش الناس حياة محبة في وئام مع بيئتهم، وفي سلام مع أنفسهم ومع الناس من حولهم.
التفاصيل
اللغة: English - النوع: رسائل - عدد الصفحات: 290 - التاريخ: 2002 - البلد: TR