“مفهوم المسؤولية في القرآن*”
أحمد تالي
الملخص
لق البشر خلفاء على الأرض ونالوا من ممتلكاتهم، وكان الله مسئولًا عن البشر بواجبات معينة في جميع مجالات حياتهم، وتعرضوا لمكافآت أو جزاء. فالله الذي خلق البشر بنقاط ضعف معينة، جعل الإنسان مسؤولاً عن الالتزامات التي يمكن أن يفي بها كإنسان من خلال تسهيل تقديم بعض الصعوبات في طبيعته له. فالبشر بحكم طبيعتهم وخلقهم، لا يملكون النية والمثابرة والنية والإهمال واللامبالاة (النسيان) والخطأ (الغلط) والإكراه وما إلى ذلك. في مثل هذه الحالات أزال عنهم المسؤولية الجنائية الدينية ولكن جعلها كحق لله. فكان مسؤولاً عن التوبة والشرعية والحوادث والتكفير عن الذنب وبعض الالتزامات المالية في كل من قانون العبد (حقوق الإنسان). ولما جعل الله الناس مسئولين عن أفعالهم عن عمد ووعي، فإن الله تعالى جعلهم مسؤولين عن أعمالهم التي تتم بشكل غير مباشر مثل: السبب والقدوة والتحريض. والمبدأ العام الذي أكّده القرآن حول المسؤولية هو مبدأ المسؤولية الفردية، وكل شخص مسؤول عما يفعله. فلا يمكن لأحد أن يكون طرفًا في جريمة، ولا يمكن لأي شخص أن يتحمل العواقب. لذلك فإن ما يفعله الجميع مرتبط بشكل فردي. ويعد القرآن كلاً من الفرد والمجتمع عضوا في المجتمع في المواقف التي تهم الفرد والإنسانية جمعاء في أبعاد عالمية. وبحسب القرآن تختلف مسؤولية الإنسان وتزداد حسب مكانته. وأياً كان ما يمتلكه الشخص فإن مسؤوليته موجهة إليه أيضًا. لذلك فإن سلطة وإمكانية الشخص ومسؤوليته متناسبة بشكل مباشر. ووفقًا للقرآن فإن الإنسان مسؤول عن جميع الفرص والبركات المادية والروحية التي يمتلكها والمزايا والخدمات والسلطة التي يمتلكها. ومسؤولية الإنسان بسبب مركزه فهي نوع من التكريم للإنسان. ومفهوم المساءلة في القرآن له هوية دنوية ودينية كاملة، ولا يوجد فيه مفهوم غير ديني فقط، فهو دنيوي أو تمييز. والقرآن مسئول عن ضرورة العبودية التي هي غاية خلق الإنسان. وفضلا عن ذلك فإن مفهوم المساءلة في القرآن لم يُسجَّل لمدة زمنية معينة، بل يشمل مغامرة الحياة الكاملة للشخص والتي تنتهي بالجنة والنار. وبما أن القرآن يخاطب جميع جوانب الحياة البشرية ومجالاتها فهو نهج شامل للإنسان، ويحتوي على كل النداءات التي يمكن أن يفهمها الناس في جميع المجالات الخيالية مثل العقيدة والعبادة والأخلاق، والتعليم والعلوم، والقانون والتمويل، والسياسة والإدارة والتاريخ، والطب والرياضة، باستخدام أساليب مختلفة، وذكر مبادئها الأساسية كأوامر أو توصيات، وأشار إلى مسؤولية البشرية جمعاء وفقًا لظروف الزمان والمكان. أفضل شخص في نظر القرآن هو الشخص الذي يقوم بكل هذه المسؤوليات على أكمل وجه ويعيش بهذا الشعور والفكر.
التفاصيل
اللغة: Turkish - النوع: رسائل - عدد الصفحات: 386 - التاريخ: 2002 - البلد: TR