“مفهوم الهداية في القرآن*”
بلال تميز
الملخص
من وجهة نظر علم الدلالات مصطلح الهداية الذي يأتي بمعنى الريادة والإرشاد نظرا لغنى الألفاظ القرآنية نفهم منه هدفه الذي هو جلب الإنسان إلى البيئة الأكثر أمانا وسلاما في الدنيا وفي الآخرة، القرآن ينقل العقل إلى الواقع بفتح آفاقه وتوجيهه للفكر وإقناعه ووفقا لهذا فإن الصراط المستقيم الذي يجمع بين الوحي والنقاط الذهنية هو أقصر وأسهل طريق لكل شخص اشتاق لخالقه، ومن ناحية أخرى فالقرآن يخاطب قلب الإنسان مباشرة، من خلال إضافة مشاعر القلب الصادقة إلى المبادئ السليمة للعقل فإنه يضمن العمل المشترك بين الاثنين لأن أعظم مساعد للعقل هو القلب وبالتوازي مع هذا يعرف الإنسان ربه بعقله ويحبه من قلبه، القرآن يخاطب بؤرة الخوف لدى الإنسان بالتحذير والتبشير فبذلك يهرب من الضلالة إلى الهداية.، بينما يساعد الإنسان على معرفة حدوده والإصغاء إلى فطرته وإدراك خالقه ونظامه المذهل في الكون ومعرفة الحقيقة وعيشها كذلك، يبعده عن المشاكل النفسية مثل الكبر واتباع الهوى والمشاكل الاجتماعية مثل السخرية من الناس والتقليد الأعمى، لقد خلق الله تعالى الإنسان ومنحه العقل وحمله المسؤوليات التي تميزه عن باقي المخلوقات وأعطاه الامتحانات فإن هو نجح أعطاه أجرا عظيما، ولكن بما أن الله هو الذي خلق الإنسان وهو صاحب القوة المطلقة فقد أكد القرآن أيضا أن الله يهدي ويضل من يشاء، لذلك فإن القرار وخطوة الهداية تأتي من العبد والنجاح في الخطوة الأولى تكون بتوفيق الرب، ونتيجة لذلك فإن هداية القرآن هي أنسب أسلوب حياة يناسب البنية النفسية والاجتماعية للإنسان في الدنيا والآخرة.
التفاصيل
اللغة: Turkish - النوع: رسائل - عدد الصفحات: 303 - التاريخ: 1996 - البلد: TR