تتكون الرسالة من ثلاثة أجزاء رئيسية، بالإضافة إلى جزء المقدمة والخاتمة، في المقدمة يتم ذكر موضوع البحث والغرض منه وأهميته وطريقته، الفصل الأول بعنوان محددات التفسير السياسي، ناقشنا فيه مراحل تكوين اللغة السياسية التي توفر الأساس لنا لتعريف تفسير المودودي للقرآن بشخصيته السياسية بمنظور تحليلي في ضوء سيرة المودودي، واستنتجنا أن  بعد مرحلة معينة من حياته، أصبح المودودي في نظر الجمهور شخصية  لها دور رسمي وسياسي وخطاب سياسي مناسب لهذا الدور، وكما هو الحال في كل إنتاجه الفكري، فقد تشكل أسلوب تفسير القرآن  لديه تحت تأثير خطابه السياسي، في الجزء الثاني، بناءً على نصوص المودودي وهي أشكال مجسدة للتفسير السياسي للقرآن، والبنية المفاهيمية للغة السياسية وعلاقات المعاني بين المفاهيم، تم تحليل البنية النحوية للغة السياسية، نتيجة للتحليل الذي تم إجراؤه بالتزامن مع محددات اللغة السياسية المحددة في الجزء الأول، تقرر أن المفهوم الأساسي في اللغة هو سيادة الحاكم المطلق، لذلك تم بناء الفرضية الأساسية للغة السياسية على النحو التالي اعتمادا على هذا المفهوم: الخلاص الحقيقي والسلام للمسلمين وجميع الناس ممكن بإعادة تأسيس هيمنة الملك المطلق على الأرض، الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي من خلال الخلافة الاجتماعية لبنية تتكون من مسلمين حقيقيين، والتي لم تتعرض لتأثير الجاهلية المدمر، يتم تحديد هذا الهيكل على أنه  الجماعة الإسلامية الذي يتزعمه المودودي وهو حزب سياسي، وبالتالي فإن الشرعية التي يوفرها مفهوم الحاكمية المطلقة في اللغة السياسية تبدو أيضا ضمانة لتفرد الجماعة الإسلامية، في الجزء الثالث، على أساس العلاقة الجدلية التي يدخلها التفسير السياسي مع أشكال التفسير الأخرى، يحاول تحليل خطاب "المعنى الصحيح للقرآن"، والذي يوفر أيضا أحد أسس شرعية اللغة السياسية، فإن شرعية الجماعة الإسلامية تقوم على هذا الافتراض، وبالتالي فإن "السياسة" التي يريد وضعها الجماعة أو المودودي تستند إلى المعنى الحقيقي للقرآن، وبالتالي، من المهم أن يأخذ أيضا تحليل التفسير السياسي للمودودي مراحل التنشئة الاجتماعية لخطاب فهم القرآن بشكل صحيح، مع هذا التحليل، تم تحديد افتراضات المودودي فيما يتعلق بالقرآن وفهم القرآن أيضا، ونتيجة لذلك، فقد وجد أن تفسير المودودي للقرآن هو تفسير سياسي تم تشكيله وفقا للمصالح السياسية اليومية للحزب السياسي "الجماعة الإسلامية"، على الرغم من التناقض بين النظرية والممارسة الذي يحتويه، فقد لوحظ أن خطاب فهم القرآن، الذي يتم التعبير عنه بإصرار، يهدف إلى بناء أساس للشرعية السياسية للجماعة الإسلامية.