في الآيات التي نزلت في العهد المكي والمدني، يلاحظ أن ما يقارب من 200-250 آية مرتبطة بالإنفاق والزكاة، بناء على معرفة أن ما يقارب من 87-90 سورة قد أنزلت في مكة، فإن عدد الآيات التي تشير إلى الإنفاق والزكاة بشكل مباشر أو غير مباشر في الآيات التي نزلت في هذه الفترة، والشرط الأساسي للفهم الصحيح لرسالة القرآن هو معرفة المعلومات عن المجتمع العربي لذلك، في جزء المقدمة من دراستنا، تم فحص البنية التجارية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العربي قبل الإسلام تحت العناوين الرئيسية، في الجزء الأول تم تحديد الآيات التي هي في طبيعة النصيحة والتطبيق بخصوص إنفاق الزكاة في فترة الأنبياء قبل نبينا محمد، وفهم أحكام القرآن فيما يتعلق بالإنفاق والزكاة، ومراحل هذه الأحكام من البداية إلى يومنا، ولهذه الغاية تم التأكيد على السور والآيات التي روى فيها بعض الأنبياء المذكورين في القرآن، وتم تحليل آيات الإنفاق والزكاة على وجه الخصوص، عند التركيز على الآيات التي يذكر فيها الأنبياء الذين أرسلوا إلى بني إسرائيل، موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام، تمت مراجعة نسخ التوراة والإنجيل ومقارنتها بالمعلومات الواردة في القرآن، في الجزء الثاني، تم التأكيد على مفاهيم مثل الإطعام والإكرام والإعطاء، التي وردت في الآيات التي نزلت في السنوات الأولى من الرسالة النبوية، والتي تشير إلى ظاهرة الإنفاق، على أساس الفترة التي نزلت فيها الآيات، ويتبين أن هذه المفاهيم تشكل ركيزة أساسية وبداية الإنفاق، وفي الجزء الثالث تم التأكيد على مفهومي التصدق والإحسان إلى جانب مفهومي الإنفاق والزكاة المذكورة في الآيات التي نزلت بين السنة الخامسة ومنتصف السنة العاشرة من النبوة، كما تم فحص حقيقة أن مفهوم الإنفاق قد تم تضمينه في القرآن في نفس الوقت مع كلمة الزكاة والعلاقة بينهما، على وجه الخصوص، تم التركيز على المعاني التي يمكن أن يشملها مفهوم الزكاة في سياق الآيات المكية، وفي نفس الوقت تم تحديد حقيقة الزكاة التي لم يتحدد نصابها ومقدارها، وفي الجزء الرابع المعاني التي تحيط بمفاهيم الزكاة والحق والعفو والإنفاق، قرب نهاية العصر المكي - ما بين السنة العاشرة والثالثة عشر من القرآن -، تم فحصه مع مراعاة كتب التفسير، وقد تم التأكيد على أن أسس الإنفاق الإجباري قد أرسيت في الآيات المكية الأخيرة، خلال فترة المدينة المنورة تم التركيز بشكل خاص على البنية التحتية للزكاة، وقد تم إنشاؤها بآيات نزلت في العهد المكي، وتم فحص مفهومين أساسيين (الإسراف - الإفراط) في ضوء الآيات، وهما ضدا الإنفاق، ولقد تقرر أن مفهوم العفو الذي يشير إلى الإنفاق التي ليست من الزكاة يشمل جميع جوانب الإنفاق ويفتح الباب للأفراد الغير القادرين على دفع الزكاة، يُرى أن القرآن وضع أساس العفو على جدول الأعمال بالإضافة إلى الزكاة في الظروف الغير عادية، وقد طرحها بكلمة بليغة للغاية وهي "العفو".