ركزنا في هذه الدراسة على الأسباب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتعلقة بالأعذار، والمطالب التي طرحها أولئك الذين ينكرون الحقائق الدينية عبر التاريخ، وتأثيرات السمات الشخصية على المواقف والسلوكيات الدينية. ولقد تعاملنا مع التبريرات غير المتسقة لبعض جماعات الإنكار، والتي بدأت بالاعتراض على قبول السيادة لآدم، واستمرت في مواجهة الخطاب الإلهي عبر تاريخ البشرية، وما زالت موجودة تحت أسماء مختلفة، واستجابة القرآن الكريم لهذه الجماهير باعتبارها الموضوع الرئيس للأطروحة. لذلك قمنا بدراسة قصص بعض الأنبياء المذكورة أسماؤهم، ولا سيما قصة آدم وإبليس (الشيطان) المذكورة في الآيات. ولهذا الغرض أولاً وقبل كل شيء، في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، قمنا بتقويم المواقف السلبية للجماعات -التي لم تقبل حقائق الوحي- ضد الحقائق الدينية، وأجوبة القرآن الكريم على الأعذار والمطالبات التي قدموها سببا للإنكار في ضوء الأحاديث. ومن خلال دراسة الأسباب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للإنكار، والتي تبرز في بعض القصص النبوية المذكورة في القرآن الكريم، حاولنا تحديد كيفية التغلب على هذه الأسباب في عصرنا. وهكذا كنا نهدف إلى المساهمة بأن لا يقع الناس اليوم في أخطاء مماثلة. ومع كل هذه البيانات، حددنا أوجه التشابه من خلال معالجة منظور الناس اليوم للدين عند نقطة الإنكار، واقترحنا بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها. لذلك حاولنا تحديد الأسباب واللامبالاة والكوارث التي سببتها حركات الإنكار التي بدأت مع الشيطان واستمرت حتى اليوم، ومع الكشف عن أهمية وضرورة العقيدة من خلال الاستفادة من المعطيات التاريخية، وخاصة القرآن الكريم والسنة، مصدرين أساسيين. وفي أطروحتنا أخضعنا البيانات التي تم جمعها من خلال دراسة المستندات والتحليل الوصفي للمحتوى. وفي هذا الصدد كنا نهدف إلى تحديد نوع المسار الذي يجب أن يسلكه مسلمو اليوم ضد حركات الإنكار المعاصرة، من خلال دراسة ردود الفعل السلبية المماثلة لجماعات الإنكار ضد أحكام وأنبياء الله (سبحانه وتعالى)، والأساليب التي اتبعها الأنبياء في الرسالة. ونتيجة الدراسة توصلنا إلى استنتاج مفاده أن الأعذار والطلبات المقدمة ضد حقائق الوحي غالبًا ما تكون مشابهة أو متشابهة.