“معاني لفظ الشهيد من أشعار الجاهلية إلى نص القرآن”
موسى يلدز
الملخص
التغيير الدلالي، والعوامل التي تؤدي إلى تغيير المعنى
وطبيعة تغيير المعنى هي من بين موضوعات الدلالات. فالدراسات التي تتعامل مع
التغيير الدلالي هي غير متزامنة، وفي مثل هذه الدراسات، يتم التعامل مع التطوير
الدلالي للكلمة في مدّة زمنية معينة. وتُلقي المغامرة الدلالية لكلمة أو مفهوم إلى
حد ما الضوء على التحول الفكري للمجتمع الذي يستخدمها، وبالتالي فإن مثل هذه
الدراسات الدلالية مهمة أيضًا للعديد من العلوم الاجتماعية، ويظهر التشابك
والتعاون بين مختلف فروع العلم في هذه الدراسات. وحين يصبح المصطلح للكلمة فهذا يعني
أنها تكتسب معنى أو معاني خاصة بهذا المجال, فضلاً عن معنى القاموس الخاص بها، عندما
تدخل أدب مجال معين. فتكتسب الكلمات في المصطلحات الإسلامية الآن معاني تتعلق
بالأدب الإسلامي وكذلك معانيها المعجمية وتصبح جزءًا من عالم الأفكار بهذه
المعاني. وعلى الرغم من أن الكلمة أصبحت مصطلحًا إسلاميًا بأحد معانيه في فترة ما
قبل الإسلام، إلا أنه من الصعب القول إنها لم تشهد أي تغيير دلالي. لأنها دخلت
الآن في ظل عالم جديد من المفاهيم، ألا وهو ظاهرة الإسلام، وتأثرت به. وبعد ظهور الدين
الإسلامي ابتكر مصطلحاته الخاصة وكان
القرآن هو المصدر الأكثر فائدة في هذه العملية. وفي هذه الدراسة، تم فحص كلمة
"شهيد"، وهي مصطلح إسلامي، معنويًا. ولفظة "شهيد" مصطلح يشمل الدلالات
العقائدية والعسكرية والقانونية والسياسية. ويتم التركيز على أي من هذه المعاني
كان موجودًا من قبل وأي منها تم اكتسابه لاحقًا. ومن أجل متابعة التحول الدلالي
لمصطلح إسلامي، من الضروري النظر إليه في فترة ما قبل الإسلام، أي في فترة
الجاهلية وما بعد الإسلام. وبالطبع، هناك احتمال حدوث التغير في المعاني التي
اكتسبها مع القرآن في مراحل لاحقة. ويمكن لجميع أنواع التطورات أن تسبب التحول
الدلالي لهذا المصطلح. ولكن في هذه الدراسة تم فحص المغامرة الدلالية لمصطلح
"الشهيد" بين قصائد الجاهلية ونص القرآن. واستخدمت في الدراسة منهج
التحليل الوصفي، واستعرضت المعاني الواردة في السياقات التي وردت فيها كلمة الشهيد.
وعلى الرغم من أن جميع المعاجم ودراسات الشعر، ركزت على الاستشهاد، فإن صيغة الفعل
للكلمة وثيقة الصلة بالكلمة وهي الفعل شهد، وصيغة الاسم هي كلمة شهيد وصيغة جمعها
هي كلمة شهداء إلخ. وتم ذكر الأقارب الآخر لهذه الكلمة. وفي المرحلة الأولى من
الدراسة، تم مسح كلمة "شهيد" ضوئيًا في سبعة معاجم كلاسيكية تنتمي إلى مراحل
مختلفة من اللغة العربية وتحليلها اشتقاقيًا. وبعد التدقيق في المعجم، تبين بأن
جذر كلمة شهد يحمل معاني الرؤية والمعرفة والإيجاد؛ ومعاني كلمة شهيد هو الذي يرى
ويعرف ويجد، والمقتول في سبيل الله؛ وكلمة الشهادة تحتوي على معاني الأخبار
والشهادة القاطعة. تكثر الشائعات حول سبب تسمية الشخص المقتول في سبيل الله
بالشهيد في المعجم، وقد تم تناولها بالتفصيل في الدراسة. ويمكن تلخيص هذه الأسباب
في الآتي: أن المقتول في سبيل الله قد شهد على الحقيقة، وشهد الحرب، وهو حي وحاضر
عند الله. وقد شهد الله وملائكته مكان سقوطه ودماءه عليه. وفضلا عن ذلك شهدوا على
إيمانه. وعندما يتم فحص هذه التعليقات، يُلاحظ أن وزن هذه الكلمة هو فاعل لكنها
تحمل وزن الفاعل والمفعول. وفي المرحلة التالية من الدراسة، تم استقراء مصطلح كلمة
الشهيد في بعض مصادر الشعر الجاهلي، وتم التحقيق في استخدامه في فترة الجاهلية
بالارتباط مع كلمات أخرى مشتقة من نفس الجذر. على الرغم من أن مصداقية قصائد
الجاهلية موضع نقاش من قبل بعض الباحثين، إلا أن هذه القصائد لا تزال مرجعًا
للدراسات اللغوية المتعلقة بتطور اللغة العربية. وفي المصادر التي تم تحليلها، نجد
مصطلح "شهيد" في مقطع مزدوج، ويتبين أنه يستخدم هنا للدلالة على من شاهد
أو شارك في حرب أو هجوم. وفي المرحلة الأخيرة من دراسة بعض الآيات التي وردت فيها
كلمتا الشهيد والشهداء. تم مسحها ضوئيًا في شروح الطبري وابن كثير والزمخشري. وتم
تحديد الآيات التي سيتم فحصها في الدراسة وفقًا للبيانات التي تم الحصول عليها من
موقع النت الخاص بمديرية الشؤون الدينية. ونتيجة التحقيقات، تبين أن مصطلح الشهيد
استخدم لوصف الله، ومحمد، والنبي عيسى، والأنبياء الآخرين وأمة محمد. ولأنه من
صفات الله، فإن الشهيد يعني أنه يعلم كل شيء، ويرى كل شيء، ولا شيء غائب ومخفي
عنه. والمعنى البارز بصفته لسيدنا محمد يعني أن محمدا شهد المسلمين وما فعلوه
وإيمانهم بالدين الذي نقله إليه. ويذكر أن أمة محمد ستشهد للأمم الأخرى. وأن النبي
عيسى عليه السلام سيشهد أنه بشّر بدين الله يوم القيامة. وروي أيضا أن كل نبي هو
شهيد أمته، وأنهم سيشهدون أنهم يبشرون بما تمّ تبليغهم به من الله. وقد تبين في التفاسير
التي تم تحليلها أن كلمة "شهيد" تم استخدامها بدلاً من كلمة "ملك"
واصطلاحياً في المعنى الحقوقي الشاهد,"الشاهد بخصوص الدين والمتوفى في الحرب
في سبيل الله". ولذلك كلمة الشهيد في زمن الجاهلية استخدمت بمعنى الرؤية، والشهادة،
والإيجاد, وتم استخدامها للدلالة على المشاركة في الحرب. ويُرى في نص القرآن أن
المعنى يكتسب القداسة ويتطور إلى معنى الموت من أجل سبب مقدس. فضلا عن ذلك، اكتسب
فعل الشهادة، المتضمن في كلمة شهيد، معنى الشهادة حقًا وليس مجرد شاهد عادي. ونوقشت
في هذه الدراسة تحوّل مصطلح الشهيد عند دخوله أدب الدين الإسلامي. وبعد ذلك، ستلقي
الدراسات التي ستبحث في تحول الكلمة بعد أن أصبحت مصطلحًا إسلاميًا الضوء على مسار
معنى الكلمة في الأدب الإسلامي.
التفاصيل
اللغة: Turkish - النوع: بحث - عدد الصفحات: 243-258 - التاريخ: 2020 - البلد: TR