“الخلق والتطور من منظور القرآن وبعض العلماء”

أحمد أوزدمير

الملخص

عندما ننظر إلى الموضوع على مستوى الرأي، فإن وجهة نظر التطور أو الداروينية ليست موضوعاً طرحه العلماء الغربيون. إن وجهة نظر التطور التي أشار إليها داروين وجده ولامارك هي قضية تم تناولها ومناقشتها بطريقة مختلفة من قبل علماء المسلمين. ناقش مفكروا الإسلام التطور قبل مدة طويلة في سياق الخلق بمصطلحات أخرى مثل: "الارتقاء" و"التجديد" و"الاستحالة" و"الحكمة السلسة" و"الحكمة الإلهية" و"العناية الإلهية". وإن آراء بعض مفكري الإسلام مثل إخوان الصفا وابن مسكويه (ت 1030م)، والشهرستاني (ت 1163م) والبغدادي (ت 1166م)، والتي ظهرت بعد القرن العاشر حول التطور على أنه "ظهور سلالات مشتقة من الأنواع الرئيسة"، وعلى الرغم من أنها تذكرنا بشجرة العائلة التي أنشأتها وجهة نظر التطور الحالية لإظهار أن جميع الكائنات الحية تنحدر من سلف مشترك، إلا أنها تُطرح على أنها سمة من سمات الخلق الضرورية. وفي هذا الجانب، مع فهم التطور في الفكر الإسلامي في القرن التاسع عشر والذي ظهر في العالم الغربي منفصلا عن بعضه البعض. وعندما نأتي إلى القرن الرابع عشر، نرى أن موضوع الخلق والتطور قد نوقش مرة أخرى من قبل علماء المسلمين المشهورين في تلك الحقبة ومنهم ابن خلدون، وجاء عمل ابن خلدون بعنوان: "المقدمة" حيث تناول وجهات نظره في التطور في القرن التاسع عشر. وعند ترجمته إلى اللغات الغربية، اشتهر ابن خلدون بأعماله في جميع أنحاء العالم. ويبدو أن ابن خلدون، الذي يُعتبر رائدًا في العديد من المجالات، قد أثّر في أنصار التطور في العالم الغربي بنظرته إلى التطور. ولهذا لا يمكن أن يكون مجيء لامارك، داروين، والاس، سبنسر إلخ. أنصار التطور بالصدفة. وغير معروف ما إذا كانت هذه الفكرة قد سُرقت من المفكرين الإسلاميين، لكن نظرية التطور ليست أكثر من نتاج النماذج الفلسفية والعلمية واللاهوتية والسياسية والاجتماعية في إنجلترا في القرن التاسع عشر. 

التفاصيل

اللغة: Turkish - النوع: بحث - عدد الصفحات: 61-76 - التاريخ: 2020 - البلد: TR